عشق دفين / الشاعرة القديرة نازك مسوح

 



عشقٌ دفين..


ليلاً وعلى أضلاعِ المَقاعدِ

التي تتهالكُ جباهُها وتتأثرُ

بحمَّى "كأنَّ بها حَياءً"

"فليسَ تزورُ إلَّا في الظَّلام"

بحمَّى مَن أَداروا لها ظهورَهم،

وما لوَّحوا، ولو مِن بَعِيدٍ

بحمَّى تلوي أذرعَ  أقمارٍ 

هدَّها السّهر، فخبا نورُها

وتلاشَت نجومُ سمَّارِها المُبعَدينَ قسراً..

هناكَ... فقط تتساقطُ أوراقٌ،

 لا بل غصونُ بقايا عمرٍ

 لا تعرفُ الهدوءَ قطاراتُ أعوامِه..

أَتُراها تبعثرَت على سككِ رياحٍ مسَّها الجُنون، أَم أنَّ الجنّ تَغزو مُتونَها والحَواشي؟


مقاعدُ تنوءُ بطونُها الغَرثى تحتَ 

 جوعِ الزَّمان، وعطشِ الأشواق..

كأنَّهُ عليها أن تبرمَ هدنةً غيرَ محدَّدةِ الأَجَل

هدنةً بينها وبينَ وحوشِ الصَّدأ...

 تلكَ تلتهمُ كبدَها الهزيلَ 

بلا هَوادةٍ

تنهشُ زغاليلَ روحِها بلا رَحمةٍ،

أمَّا هي فقلوبُها تهفو لتسريحِ شلَّالِ النُّورِ الهادرِ في مهجةِ ربيعِ غيَّابِها..

ترسمُ خيوطَ ضحِكاتِهم المدوِّيةِ على أسوارِ مخيِّلتها

تلوِّنُها بريشةٍ من نعيمٍ وهناء..

ترسمُ بأناملَ مضمَّخةِ بالحناءِ والعصفُر،

لتخرجَ لوحتَها عن جدرانِ الصَّمت،

وتحكي حكاياتِ الولهِ المَكينِ والعشقِ الدَّفين..


نازك مسُوح

Commentaires

Articles les plus consultés