قراءة نقدية في رواية إمرأة مغتصبة/ الأديبة فاطمة عبدالله

 


أعضاء مجموعة ملتقى رضا علوان  الثقافية الدولية فرع المهجر ،أسعد الله صباحكم بكل خير .. أقدم لكم قراءتي النقدية  لرواية ( امرأة مغتصبة)للكاتبة المغربية حبيبة بلوالي أرجو أن تنال استحسانكم وارجو تفاعلكم وانتظر مداخلاتكم ولكم مني كل التقدير...

قراءتي في رواية (امرأة مغتصبة) التي كتبتها الأديبة حبيبة بوالي ...


العرض:


  تصنف رواية ( امرأة مغتصبة )  بالرواية الواقعية التي  تقدم شخوصا يشبهون شخصيات الواقع المعيش في ظروف اجتماعية مختلفة، .

نرى بوضوح  اتجاه الكاتبة  إلى الحياة الواقعية بأفرادها وأحداثها العادية وأماكنها التي نراها ونشاهدها....

* تتطرق الرواية  لموضوع الاغتصاب وتبعاته النفسية والاجتماعية في المجتمع العربي...

الأحداث السردية :

تعرض الكاتبة متلازمة  صدمة الاغتصاب من خلال وصف حالة  الشابة حورية التي كانت  تعاني من نوبات بكاء وقلق  وخوف بعد   اغتصابها من قبل  استاذها التي أحبته ووثقت به..

 هذه القصة تتكرر بأوجه مختلفة في مجتمع يتجنب إلصاق تهم العار بأبنائه الذكور. فهو مجتمع ذكوري يجد دائما أعذارا وتبريرات لأخطاء الرجل أو جناياته في حق المرأة. كما إنه يتجاهل ما تعانيه المرأة التي تعرضت للاغتصاب ويرفض النظر إليها كضحية تستحق الرعاية النفسية والصحية...

المرأة  المغتصبة في المجتمع  الشرقي  يلصقون بها تهمة العهر فهي منبوذة اجتماعيا .. ..

*تواجه المرأة المغتصبة العزلة وظلم المجتمع وكذلك الحرمان من الدراسة أيضا وهذا ما حدث مع حورية تركت الدراسة في المدينة وتزوجت من ابن عمها ( عبدالله )الذي أراد أن يواري  الفضيحة ويستر عليها وينقذها من العار ولكن رغم إنجابها له ثلاث بنات لكنه تعامل معها بقسوة ومارس  عليها ساديته واتهمها بالعهر مما دفعها لترك المدينة و لتعيش مع بناتها بمفردها ولتعمل خياطة كي تعيلهن بمفردها ...

*حتمية الموت  ,والقبول بالقضاء والقدر ، من أبرز مواضيع الرواية الواقعية التي أظهرتها الكاتبة ...

_ اعتبرت الكاتبة  الموت صنوًا للحياة، بعد أن أنجب سليم ابنته جنى من رنيم أصيب بمرض عضال وتوفي وهو ما زال شابا ..

_ والد بنات حورية ( عبدالله) أصيب أيضا بمرض سرطان الرئة و مات ...

_ فؤاد حزن كثيرا على موت ابنه سليم ومرض ومات  أيضا ..


*الخوف من الوحدة ..  لقد تطرقت الكاتبة إلى موضوع المرأة الوحيدة والغير متزوجة  ومعاناتها ،كريمة تخاف أن تموت لوحدها فلا زوج يسندها ولا ولد يساعدها في شيخوختيها...

*الندم : لقد سلطت الكاتبة الضوء على الشعور  بالندم و تأنيب الضمير حيث  أظهر الأب عبدالله ندمه الشديد لظلمه لبناته و زوجته ويطلب الصفح والعفو منهن ... 

_ايصا عندما قابلت حورية بالصدفة ذلك الأستاذ الذي غرر بها ودمرها نفسيا واجتماعيا  توسل  لها أن تسامحه وتغفر له و قد أظهر ندمه الشديد ولكن الدمار الذي  سببها لها حال دون ذلك ...


*الحوار : وجود الحوار بين الشخصيات كسر الرتابة والملل وكشف عن الشخصيات الثانوية في الرواية...الحوارات صدرت بلغة سهلة  فيها الكثير من المفردات الدينية    ..


* الزمان في الرواية : الزمن يرتبط بالمكان والحركة 

تجري احداث الرواية في آواخر السبعينات من القرن الماضي امتدادا إلى الوقت الحاضر .. 

المكان : هو الفضاء التي تدور فيه الأحداث  وتتحرك الشخصيات ،   المدينة والمدرسة ،الضيغة ..بيت الأب ، وبيت الأم والبنات ...المشفى ...المتجر .. 

الشخصيات  :   هي  مكون أساسي من مكونات النسيج السردي .رسمت الكاتبة ثلاثة أجيال في الرواية لتصدر لنا فكرة تعاقب الأجيال واستمرارية الحياة بين مد وجزر  إلى أن يرث الأرض من عليها....

"الجيل الاول في الرواية 

_حورية :  the protagonist   الشخصية المحورية في الرواية و محرك الأحداث و الأكثر ديناميكية وظهوراً وذات  موقف إيجابي ومبادر دائما رغم انكساراتها وظروفها الصعبة ...

 الوصف الفيزلوجي:  هي الفتاة اللبنانية  الجميلة  تتمتع ببشرة بيضاء وشعر اشقر طويل  و قامة ممشوقة والتي أصبحت أماً  مكافحة و ربت ثلاث بنات تربية صالحة ...

_الاستاذ :     the Antagonist الشخصية السيئة ،ذلك  الذئب البشري الذي  خدع حورية و استغل  سذاختها و اغتصبها تحت مسمى الحب، ثم  رفض الزواج منها ...

_كريمة وفاطمة هما صديقتا حورية في السراء والضراء منذ أيام الدارسة الثانوية وحتى  في سن الشيخوخة...

عبدالله:  هو يمثل سادية الرجل الشرقي و همينته الذكورية  ، هو ابن عم حورية تزوجها لينقذها من العار ولكن أظهر كل عقد الرجل الشرقي حيث عذبها واهانها واتهمها بالعهر ...

_والدا سليم عواطف و زوجها فؤاد ...

*الجيل الثاني :

_عفاف الابنة الكبرى لحورية وكانت تعمل مربية في الحضانة وتزوجت من أحمد 

_فدوى الابنة الوسطى لحورية   وتزوجت من علي ...أنجبت تؤام جاد وحنان ...

_رنيم الابنة الصغرى لحورية أيضا وتزوجت من سليم الغني  بعد أن  صدمها بسيارته لتكون صدفة للتعارف ومن ثم الزواج ...

*الجيل الثالث ...

- جنى ابنة رنيم وسليم تصبح طبيبة وتتزوج من طبيب يعمل معها في نفس المشفى 

_عبير ابنة عفاف تتزوج من جاد ابن خالتها فدوى 

_عماد الابن الأكبر لعفاف ..

_حنان ابنة فدوى تؤام جاد ...


*اللغة  والأسلوب:  لغة واقعية لا تسطح ولا تعقيد  ولا تقعر وثيقة الصلة بالشخصية .. الرواية سلسة خالية من البهرجة والتكلف....


*  في النهاية الصورة  التي قدمتها  الكاتبة هي حصيلة التجربة التي حدثت مع إحدى صديقات الكاتبة...الكاتبة  قدمت  رؤية للعالم بشكل واع يعبر بفنية لرفع درجة الوعي الجماعي . أيضا هناك بعد اعلامي وتربوي يحث المرأة أن تحافظ  على نفسها كي لا تكون لقمة سائغة للذئاب مهما كانت الظروف لأن ذلك يتحول الى فاجعة ...

الکاتبة تمکّنت من إيهام القارئ بالواقعية وخلق صورة موضوعية لحياة الشخصيات العادية المنتمية للحياة الاجتماعية....


إعداد ومتابعة:  ذة فاطمة عبدالله.

Commentaires

Articles les plus consultés