من ذاكرة الرماد أحترق / الشاعرة المبدعة نازك مسوح

 




من ذاكرةِ الرَّمادِ....أحترقُ


للرَّمادِ على أشواكِ مخيِّلتي ذاكرةٌ مثقوبةٌ،

لن يرتقَها توهُّجُ الجمرِ في مواقدِ

 اشتياقي ذاتَ اِحتراق.

كم أخشى أن يفقدَ ذاكرتَه يوماً،

يُهيلَ حبيباتهِ الصَّمَّاءَ فوقَ جباهِي النَّاصعة،

ويسألَني:

 -مَن تكون؟  

لذاكَ الرَّمادِ طقوسٌ غريبةُ الأطوارِ

كأنَّه يشكو فِصاماً،

يهدأُ ويثورُ بتلويحةٍ من رياحِ غضبي،

يغلي معَ غليانِ مشاعري دونَ أن يتبخَّر، 

يبردُ فجأةً عندما تخطِئُ نيرانُ الغيرةِ

 انفعالاتي المنتحيةِ في جانبِ قصيّ

من قصورِ وجداني...

كيف سأجمعُ ذرَّاتهِ المتناثرةِ على شِباكِ آلامٍ

تعصفُ بمرادي كلَّ حِين؟

 هل سأمضي نحوَ مرافئِ آمالي المُحتشدات ؟

كيفَ سأحملُهُ وقد تحدَّبَ ظهرُ أحلامي؟

لا لن أحمِلَه في رحلتي المُضنية، 

وفي أوَّلِ منعطفِ لطريقِ عمري،

سأذرُّه في عيونِ القدرِ،

 وأمضي إلى هدفي غيرَ آبهة.


نازك مسُّوح

Commentaires

Articles les plus consultés