فقط إنسان / الشاعر القدير سامي يعقوب

 



الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :


فَقَط إِنْسَان .


وَقَفَ الوَقْتُ حَيْرَانًا عَلَى مُنْعَطَفِ 

المَكَان …

وَقْتَ رَأَيْتُهُ يَسْأَلُ الظِلَالَ عَن العُنْوَان …

: هُنَا كَانَ قَبْلَ أَن تَأتِي

: و أَيْضًا قَبْلَ قَلِيْلٍ هُنَا كَان …

و الوَقْتُ هُوَ الزَمَان …

و الوَقْتُ ضَيَاعُ الوَاحِدِ فِيْنَا

و فِي دَوَاخِلِنَا قَتْلُ إِنْسَان …

عِنْدَمَا تَشِيْخُ الأَحْلَامُ الصَغِيْرَة

و تُصْبِحُ أَنْتَ فَقَط أَرجَاءَ المَكَان …

يَصْرُخُ وَاحِدٌ مِنِّي لِيُنَادِي مَعَانِيْنَا

: تُرَانِي مَن هُوَ الأَنَا هُنَا الآن …

أُجِيْبُ نَفْسِيَ ؛ رَجْعَ الصَدَى لِهَمسِي 

أَنَا ، أَنْتَ ، النَحْنُ الجَمِيْعُ إِثْنَان …

وَاحِدٌ يَعِيْشُ الوَقْتَ ثَوَانٍ بَطِيئَاتٍ بِمَلَلٍ

و آخَرٌ يَذْهَبُ حَيْثُ يُقِيْمُ الدَربُ القَرِيْبُ

يَنْفَصِلَانِ هُوَ الأَنْسَبُ بِخِذْلَان …

و إِذَا حَاوَلَا يَجْتَمِعَانِ يَفْقِدَانِ المَعْنَى

و فُقْدَانُ مَعْنَى مَن أَنَا يَعْنِي المَعْنَيَان …

هِيَ صَرخَةٌ تَكْفِي مِن كِلَيْنَا 

صَوتُ الرَجَاءِ أَسْقَطَنَا عَن ظَهْرِ 

الحِصَان …

لِنَكُونَ شَرخًا بَعْدَ أَن فَاتَ الأَوَان …

حَتَّى و إِن صَاحَ كِلَانَا صَرْخَتَان …

مَا كَانَ سَوفَ يَكُونُ ، لَن يَحْدُث بَتَاتًا

مَا كَانَ سَوفَ يَكُونُ ، كَان …

بِلَا رُؤيَا تَجْمَعُنَا فِي وَاحِدِنَا

كُلٌّ و رُؤيَاهُ وَحِيْدًا ، فَهُنَّ الرُؤيَتَان …

بَعْدَ الآنَ مَا الذِي سَيَجْمَعُنَا

كِلَانَا نَفْتَقِدُ أَجْمَلَ الفُقْدَان …

أَجْمَلُ مَا فِيْنَا فَقَدنَاهُ ، نَسِيْنَاهُ بِلَا ذِكْرَى

كَانَ يَجْمَعُنَا فِي وَاحِدٍ إِنْسَان …

مَا نَامَ يَومًا مُسْتَاءً مِن كَيْنُونَتِهِ الكُبْرَى

و لَا جَاءَهُ مِنْهَا شُعُورٌ بِالهَوَان …

كَانَ لَنَا هُوَ المَعْنَى الأَكْمَلُ ، الأَكْبَرُ 

دُونَ ذَلِكَ المَعْنَى لَا يُمَعْنِيْنَا مَعْنَيَان …

مَا فَقَدْنَاهُ يَا صَاحِ كَثِيْرٌ

فِطْرَةٌ فَطَرَنَا عَلَيْهَا اللهَُ كَي نَعِيْشَ الحَيَاةَ ؛ مِيْزَان …

قَد نَسِيْنَا مَشَاعِرَنَا ، عَوَاطِفَنَا ، و الإِحْسَاسُ أَيْضًا نَسِيْنَاهُ

فَجُلُّ مَا يَنْقُصُنَا فِي الحَيَاةِ أَن نَحْيَا ، و نَكُونُ لَيْسَ نَحْنُ مَن يَحْمِلُ الإِسْمَيْن …

و لَو عُدْنَا لَن نَعُودُ كَمَا كُنَّا

سَنَعُودُ يَنْقُصُنَا الثَمِيِنُ ؛ هُوَ المَعْنَى ، لَا وَزْنًا يُزَان …

و لَو عُدْنَا ، لَن أَعُودَ بِلَا المَعْنَى الذِي كُنْتُهُ

سَأَعُودُ لِأَكُونَ مَعْنَايَ الثَمِيْنُ الذِي كُنْتُهُ 

سَأَعُودُ بَعْدَ دَورَةٍ وَاحِدَةٍ لِلأَرْضِ ، أَزْرَعُ نَفْسِيَ سِهُولَ الوَطَنِ حُضْنًا و دَمْعَتَيْن …

سَأَعُودُ أَنَا مَن كُنْتُ قَبْلَ جَمْحَةِ فَرَس 

سَأَعُودُ ( فَقَط إِنْسَان ) .


سامي يعقوب . / فلسطين .

Commentaires

Articles les plus consultés