ايها الصديق / الأديب محمد محجوبي/ الجزائر




 أيها الصديق القريب البعيد 

.. .

يتمحصنا فنجان قديم 

ووهجنا يتقطر 

من علبة اللاعنوان 

آه شربناه من صياد مقنع 

فكم طربنا به وبنا 

ذالك الزمن المنعم 

يتموج بين سنابل الذكريات 

كأنه بلبل من ربيعنا الناعس 

آنس خيولنا مطر الترحال الأخضر 

فأغدق علينا  

ضحكاته البريئة 

كعصفورين كنا 

نرشف شهد الحكايات 

فقد كنا نصفي قبيلة سكنت رياح المدى 

كنا أنا وأنت 

على شهقات محمومة تقرؤنا سلامنا العصفوري 

فلطالما هرمنا بين خوالي فراغ ينهش ظهر قبيلة الشتات . . طالما نام الحلم 

وانتكست أعلام صباحنا 

طالما نازعنا شوك الصدف 


فلم تكن سوى قشة على بحر فريد ..عند سكوت العواصف تواجدنا على مرفئ ليل عجيب

تواجدنا بين وجنتي صباح متورد 

بين نخيل يسبح في همومنا 

فيلجم سعار الصمت المدبب 


في تلك الأيام 

كنت انا في مقتبل الضوء على غفواتي المشتعلة الأقدار ...

تأرجح بوحي السافر النجوم 

فقلت لك يا صديقي المتردد 

عليك بشيئ من جرعات أغاني 

تذكي تنويماتنا المهزوزة الكوابيس 

عليك بمدد لوجداننا البهيم 

  في جنون ذالك الصيف المتصعلك الرمال 


بقيت أنا على أجنحة من نحاس 

أقتبس هدوئي 

من ثورة الشاردين 


بقيت أنا أمير بحر أحادي الغوص 


وبقيت انت 

طيف غابة النكران 


هناك .. حيث ترقد فينا ذكريات 


محمد محجوبي/ الجزائر

Commentaires

Articles les plus consultés