ألم نفترق / الشاعرة القديرة وفاء فواز/ سوريا

 



ألم نفترق .. ؟!

حين رحل الشتاء

رحلتَ معه 

واتفقنا على ألّا نلتقي

أغلقنا النوافذ والأبواب

وعانقنا الرحيل 

هل نقضت الوفاء والعهد 

والاتفاق ..؟

لماذا باق أنت هنا ..؟!

في كلماتي .. حكاياتي .. ثيابي

وزجاجات عطري

ألم نفترق .. ؟!

ألم ندفن مشاعرنا .. رسائلنا 

وذكرياتنا

في قبو مظلم 

جعلنا لهم تأبيناً لائقا

ومراسم دفن باذخة !

لماذا تصرُّ أن تأتي 

كلّ يوم خلسة 

وتترك عطرك على بابي

وعند النوافذ

لماذا تصرّ عصافيرك

أن تغرّد وتفرد جناحيها

فوق عيوني

وترسل صوتك لينساب

إلى مسمعي بحنجرة 

من ورد

لماذا حروفي تجوب في

شوارع غيابك

وتزهر أقحوانات أضلعي 

في تفاصيلك

ألم نفترق .. ؟!

نسيت أن أقول لك شيئاً

كم كانت الرحلة معك 

جميلة 

حين غيّبت النساء جميعاً

بين رمشي

وأنّي مازلت أبكي 

كطفلة مدللّة

ومازال اسمك الذي اندلق

من عتمة الروح

يضيء حتى آخر سنبلة 

من أضلعي

ومازال يرسم الدهشة

على ملامحي

والجنّة والخلود والأغاني 

ألم نفترق .. ؟!

لماذا باق أنت هنا ..؟

هل لأنك تعلم جيداً أنه

عند اللقاء تغتفر خطايا 

الغياب

ويصبح العلقم فيه 

شهداً

ابقَ هنا .. فنحن حقاً

لم ولن نفترق ...................!!


وفاء فواز \\ دمشق

Commentaires

Articles les plus consultés