شهيق مكابر /الشاعر سامي يعقوب /فلسطين





 الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :


شَهِيقٌ مُكَابِر .


رَآنِي وَرَاءَ الشُرُوقِ يَأَتِي بِصَبَاحِ يَومٍ جَدِيد ...

رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ الإِذْنَ مِنَ الفَجْرِ و يَبْزُغَ نَجْمَةَ الصَبَاح ...

نَظَرَ خَلفِي كَي يَرَى الأُفُقَ يَنَامُ فِي ظَهْرِ الوَرِيد ...

قُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ انْتَظِر حَتَّى يَشْتَدَّ شُعَاعُ الشَمْسِ ؛ مَعْنَى الظِلَال ...

و انْتَظِرنِي أَرسُمُكَ حَرفًا يَسْتَجْدِي الكَلَامَ ذَيلًا لِلمَقَال ...

تَعِبْتُ أُسَاهِرُكَ صَمْتَ اللَّيلِ شَارِدًا فِي نَفَسِي التَنْهِيد ...

نَادِ لِي الدُورِيَّ كَي يَسْمَعَ صَمْتَكَ صَوتَ المُحَال ...

و يُنْشِدُ أَحْلَامَ سَهَرِي وَحْدِي فِي لَحْنٍ نِدَائَهُ فِي صَدَاكَ تَغْرِيد ...

و فِي صَدْرِي يَزْفُرُ اللَّيْلَ صُبْحًا ، و شَهِيقًا يُكَابِرُ نَفَسَ الدَلَال ...

لَمَّا نَسِيمُ السَهَرِ مُوَشَحٌ بِاليَاسَمِين أَخَذَنِي مِنْكَ عِبْئًا ثَقِيل ...

فَارَقَ الحَيَاةَ مِن صَمْتِكَ مَوتًا وَطَئَ التِلَالَ فَمَادَت و لِسَانَ حَالِكَ يَقُول ...ِ

هِيَ الحَيَاةُ عَذَابَاتُكَ عَاجِلُهَا وَجَعُ الفِرَاقِ و آجِلُهَا نَفَسًا كَسُول ...

الآنَ أَسْمَعُ مِنْكَ حُنْجَرَةَ الصَمْتِ فِي الضِيَاءِ و ظَلَامًا لَا هَمْسَ الجِدَال ...

أَشْرَقَت فَقُل كُلَّ الحَكَايَا لِلمَرَايا و زد بِلِسَانِي كُنْتُ عَبْدَ نَارٍ ذَلِيل ...

و اسْتَرِق السَمْعَ مِن ثَرثَرَةِ النَهَار و اخْتَبِئ خَوفَ الضُوءِ بِالمُسْتَحِيل ...

هَذَا لِسَانُكَ أَنَا مِنْهُ بَرَاءٌ ، يَا رُعْبَ الظَلَامِ أَينَ تَعَلَمْتَ صَمْتَ الرَحِيل ...

و فِي آذَانِكَ وَقْرٌ مَا سَمِعْتَ الآهَ مِنِّي تَخْرُجُ كَأَنَهَا نَصْلُ النِبَال ...

أَصَمٌ و أَبْكَمٌ كُلَمَا عِشْتُكَ حُلُمًا ، فَلَا تَقُولَ لِي شَيئًا و لَا تَسْمَعُ مَا يُقَال ...

مَن أَتَانِي بِكَ تُسَاهِرُنِي عَمَاءً ، تَرسُمُ عَلَى وَجْنَتَيكَ ابْتِسَامَةً تَخِّرُ مِنْهَا جِبَال ...

و لِمَاذَا أَعِيشُكَ مُكْرَهًا فَهَل أَنْتَ بَعْضِي بَعَثَتْكَ الأَيَامُ العَصِيبَاتُ كَابُوسًا ؛ رِسَالَةً لِمِرسَال ...

اذْهَب مِن حَيثُ جِئْتَ ، و لَا تَأتِ مِن هُنَاكَ عِنْدِي ، لَا أُرِيدُكَ و لَا أُرِيدُ مِنْكَ المَزِيد ...

اخْلَع قِنَاعِي عَنْكَ سَأُفْرِغُكَ مِنِّي فِي قَادِمِ الأَيَامِ لِأَصِيرَ سَيِّدَ المَصِيرِ و نَفْسِي أَسُود ...

دَعْكَ مِنِّي و انْصَرِف عَنِّي يَا شَبِيهَ أَشْبَاحِيَ يَكْفِينِي مِنْكَ و يَكْفِيكَ مِنِّي فِي اليَومِ الطَرِيد ...

خُذ مَا شِئْتَ مِنِّي و خُذ بَقِيَتِي عَنِّي و اتْرُكْنِي هَبَاءً فِي حُضُورِ هَذَا الوُجُود ...

و اتْرُكْنِي الغِيَابَ فِي حُضُورِ مَلَامِحِي الغَرِيبَةُ عَنِّي فِي لَونِ الغُرُوبِ الخَيَال ...

فَلتَهْرُب مِن جُنُونِي فِي فَرَاغِ مَكَانِي

و اتْرُك ثَوَانِي زَمَانِي تُعِيدُ تَرتِيبِي أَكْثَرَ مِن احْتِمَال ...

أَلَا تَرغَبُ فِي حُرِيَّةٍ مِنِّي تَأخُذُكَ نَحْوَ مَن أَنْجَبَت الفِكْرَةَ فِي رَأسِي العُضَال ...

هَيَا اذْهَب مَعَ ضُحَى الشَمْسِ فِي أَكَاذِيبِ الحَقَائِقِ تُزَيِّنُ لِلجَمِيْع الوَقْتَ جَمَال ...

لِتَرْحَل الآنَ مِن بَينِ دَفَاتِرِ الذِكْرَيَاتِ تَعِيشُنِي و أَعِيشُهَا أَمْسَ بَارِحَتِي كُلَّ حَال ...

و اتْرُك لِيَ يَومِي هَذَا و غَدِي الآتِي أَجْمَعُ شَظَايَاهَا الرُوحُ فِي جَيبِ الغُرُوبِ يُسَيِّرُنِي دَربَ الرَاحِلِينَ فِي إِيَابٍ نَحْوَ كُلِّ الجِهَاتِ بُوصَلَتِي شَمَال ...


سامي يعقوب . / فلسطين .

Commentaires