عيون جاحظة/ الشاعر مصطفى سليمان

 





””” ... عيون جاحظة “““


[ ... كلها و الشاشات .. 

وجها لوجه ... الهواتف ، التلفزات 

الجرائد ، المجلات .. شفاه الراديوهات 

      .. توقعات آخر نبوءات العرافات .. 

      .. و لا جديد .. لا جديد يذكر .. 

... فقط .. كما خُطِّط لها .. و كما تَخطَّط 

      .. لربما أكثر .. بل أكثر و أخطر .. 

... باليقين القاطع .. و عقلية القطيع 

أَنَّ المدعو .. "فخامة التاريخ" 

      .. و بمهيل وقته .. يعيد نفسه .. 

... كأنَّا و بلاهاتنا .. ننسى بل نتناسـى 

كون "حماقاتنا" .. "صنيعة أيادينا" 

      .. وحدها .. نفسها من تتكرر .. 

... التاريخ يا سادة .. 

      .. التاريخ بريء .. مما يتقرر .. !؟ ] 


[ ... كلها .. لِأثيرٍ صادق يحمل صور سالف المشاهد لحياة اختُزِلت في عيون جاحظة .. في دموع متخشبة ... ] 


[ ... عن الأصباح المشرقة و الوجنات ؛ الأرغفة الطازجة ؛ نكهات البن الفائحة ؛ تقاسيم وجوه الأيام المكتملة الهادئة ؛ لمة الدفء و مواويل الأمسيات ؛ عن حياة ترفرف آمنة مطمئنة تداعب حبل أمل أسطح الأمنيات ؛ عن أطفال تهدهد النومة الهادئة و أعشاش صغار اليمامات ؛ عن أزقة تستفيق مبكرة كعادتها تحرس خطو درب المجتهدين ؛ عن جدران لم تتخل الوفاء تسند دعاء الأمهات ؛ عن ملائكة تحف دوما و أبدا مواكب المصلين ؛ عن أسقف سخية و أكف السماء تحمي صدى تضرع المسنين ؛ عن أسِرَّةٍ تضمد الأنفاس المنكسرة و متاهات ثنايا هلوسة المنهكين المنسيين ؛ عن أنابيب مصل بعبق الياسمين و باقات ورد ندية تفشي أسرار بطائق الغائبين ؛ عن ابتسامة تعلو محيا الذكريات تبلسم جراح أجنحة المسافات ؛ عن فرج يزكي حضوره صمود الأمل آخر العُزَّل المسالمين ؛ عن إيمان العجائز .. أن الأرض و إن زلزلت و البيوت إن ارتدمت فالحق دوما و أبدا مع و لأصحابها الأصليين ... ] 


[ ... عن كلمة تأرخت و جبين الزمن .. شاهدت و شهِدت كيف و متى اعتلت فادح السذاجة وجوه المتهورين و متى أُسقِطت الأقنعة عن براعة الممثلين المخضرمين .. !؟ ]


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés