قراءة نقديةفي( أمن الحب تغار يا هذا؟ )للأديب سي مختار حمري / إنجاز الناقدة د.مرشدة جاويش
قراءة نقدية في " امن الحب تغار يا هذا...؟!// القراءة لاستاذتنا الجليلة د. مرشدة جاويش الشاعرة الاديبة والناقدة الحصيفة الفذة (من سوريا )
النص ل/ سي مختار حمري (من المغرب)
تقديم : سي مختار حمري
تلقيت هذا اليوم قراءة نقدية مائزة غالية النبرة خصبة التربة في سخاء حاتمي من استاذتنا الجليلة التي نقدر عاليا مجهوداتها المستدامة تاطيرا وابداعا شعريا وادبيا ونقديا وتعليقا تفاعليا وتوجيها في سبيل ترسيخ ثقافة عربية حداثية واعية وهادفة ونحن نثمن هذه المجهودات بكثير من الاعتبار والمهابة ..شكرا بلا ضفاف على هذه القراءة العميقة بمجسات النقد العالي الاستشعارية والرصد لمكنونات القلب وما حوى والروح وهي تتطلع للانعتاق لتحلق في حرية وصفاء ونقاء
بكم استاذتي نرقى ونسمو ونجدد ونصوب الرؤية ..ما ارقى وما اجمل وما اعذب ذوقك الادبي وانت تتناولين النصوص بهذه الثقافة العالية وهذا الاطلاع الواسع والدمج الذكي بين مختلف المدارس النقدية ما يجعل القراءات ماتعة متميزة مفيدة ومثقفة ..
مع ارقى التحيات واطيب المتمنيات لك بدوام العزة والرفعة والصحة والعافية..
................
"#الجغرافيا #الشعورية في تناصية الدلالة القطعية للذرائعية اللانمطية للحب في نص :
( أمن الحب تغار ياهذا )
للشاعر والناقد المغربي القدير
Si Mokhtar Hamri
#النص:
.....امن الحب تغار يا هذا ...!!!
.اخجل من نفسي..!!
أفي هذا العمر افعلها
بعد ان جف البريق
خفت الصوت
خبت نيران الشوق
ابعد كل هذا الانتظار
تاتي ..ثم تأتي ..
و اقول في العلن
احبك.. !!.احبك..!!
حتى آخر النفس
أنا التائه في اشعارك
الملم كلماتي
المتلعثمة على اللسان
و هي تتدلل في النزول
من على كتف اللسان
اتمتم كمراهق
اصابه الحب في مقتل
من على تخوم شفتيك
اتلقى دفىء كلماتك
ا تبعثر غبارا وفتاتا
في مخيلة بركان...
تلتهمني جارحة افكارك
قطعة.. قطعة ..
أركل ميتافيزيقيا الاسلاف
والقي عدمي في الجب
اطرد نعيق غرابي
ومواء قططي
من ساحة ضميرٕ
اعياه.. توقف.. لا تفعل
اتسلق أعلى هضابك
اشحد الناي واسوي اوثاري
لاغني اغنية الفجر الفرح
حتى طلوع نورالصباح
اراقص يخضور شراييني
كبهلوان " السيرك "
ايتها الساحرة الماكرة
ما هذا الجنان أطوف..!!
ماهذا الحنان واللطف..!!
اذوب باشارة منك ذوبان
اجن تسعة وتسعين مرة
وللمرة الالف
يضيع قلبي في قصائدك
ولب خيال في طيفك
انت مولاتى وانا العبد
انت الطاهرة وانا المدنس
انت الملَك و أنا المؤبلس
انت القاضي وانا المذنب
فاحكمي بالف سنة بقربك
فليست سوى لحظة من العمر
انت ..!! انت أنا ..!!
وانا انت..!!
ماعدنا كلانا الا انت
فاحكمي كما شئت
و اكتبيني حرفا في آخر سطر
او فاصلة قابلة للحذف
فسالتهم كل شيء....
ساقطن الى الابد ملكوتك
قريبا من رضاك....
فاطرديني ان شئت
فلن يغادر قلبي حضورك..
حمري سي مختار ( المغرب)11/11/2024
#الولوج #التمهيدي:
كما يقال إن اللغة الرومانسية مغايرة كلياً عن اللغة الكلاسيكية من حيث التصوير والاستعارات والمجازات
#فاللغة الشعرية الرومانسية ليست نفعية على الإطلاق وإنما هي انفعالية عاطفية جياشة بالمشاعر الخارجة من الأعماق
ولهذا السبب فإن الشعر الرومانسي يؤثر علينا كثيراً ويهز مشاعرنا
عموماً فإن اللغة الشعرية هي «اللغة العليا» كما قال الناقد #جان #كوهين
/إنها اللغة التي تعلو على كل اللغات/
لذلك لا يوجد شعر حقيقي بدون نفحة أو نكهة رومانسية
وايضاً /#جان #جاك روسو/ تكمن عظمته وعبقريته حين طهر الأرواح والقلوب وفجر التراكمات المكبوتة وضرب على الوتر الحساس
ويرى الحب قوة معدية وقدم نظرية في ذلك دعمها #شوبنهاور فيما بعد وهي أن الحب شعور اصطناعي ولده استخدام المجتمع له وإحتفت به النساء بالكثير من الإقبال
منذ الازل كان موضوع الحب قائماً
أما عن التحليل النفسي فإن الحب يتحول في ترسانته المفاهيمية إلى غريزة وإلى ثنائية الإيروس والتاتانوس حين سئل /#جاك #دريدا/
قبل وفاته عن الحب أجاب "بمكر" (فنطق الكلمتين في الفرنسية متقارب: أمور = حب مور = موت)
دوماً هناك طرح سؤال (المنْ ) (والماذا)
(لأنه سؤال الكينونة) في مسارات الحب وهذا تجلى في العنونة النصية المتنية لدى الشاعر
من هنا نجد أن الناص كانت حالته الشعورية متأصلة بفلسفه الحياتية والمعرفية التي زرعت لديه تلك الحتمية الحسية في خريفه المتبرج بفجره الجديد
#الرؤيا #العامة :
لا احتمالات كثيرة غير حقيقية على ناصية الفكرة لدى الشاعر
في حنايا الروح الوفية لأطوارها ضمن بنية النص
فإنها نقطة ثابتة لبؤرة المعنى
المحدد زمنياً
وهي الحرية الداخلية التي يتملكها الحس شعورياً لرغبة كلية اتضحت واكتملت لذتها ضمن نسق القصيدة
بل انه الوعي الخارج عن الزمن للأنا العاشقة
وتجشؤ الذات في الشغف الآثم الحضور في أبتسار الحياة
حين تتحرك الكلمات وتتشقق من هديل الروح
ليسقط السياق البنيوي في كشوفه عن الحالة
فهي ليست حماقة مسن
بل هي غيلان الحب الذي لايعرف عمراً بل رجاء في طريق فيه كل المتعة
بمحراب من التراتيل
بلغة تصلصل أوراقها من الأنا الهائمة بعيداً عن استبطانها العقلي
إذ حين تنشطر هي والجسد بحمق له دوافعه المقنعة التي تسترد من خلال التوصيف للحالة نار طهرها
وتلاشيها مع نفيخ بوقها المشرعن في طوره الآني المتأخر عمرياً وحدسه اللصيق بشغفه
#التحليل #الشمولي
//أمن الحب تغار ياهذا؟//
من #العتبة العنوانية والتي هي العلامة السيميائية التي تتموقع للدلالة الأكيدة على النسيج النصي العام
نجد الشاعر قد أعطى لها تناصية عامة مستقاة يتبعها التعجب بقدر ماتلفها الحيرة والإستفهام المستهل
ب/أمن؟ /
والتي لها دلالتها التناصية القرآنية
/أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن /
ولما كان متن النص يفسر ويوضح دلالات العتبة العنوانية ويجيب عما تثيره من أسئلة كما يذهب
(#علم #العنونة) عن عبد القادر رحيم
لذا فإن تماثلاته المعنوية في الفضاء التعبيري كان ثيمة النص العشقي
ولقد خاض جاك دريدا في فكرة فلسفة الحب وانتبه لها وسعى لإثباتها لكن الإشكالية هي أنها تؤدي بنا إلى السفسطة وإلى اللامعنى واللامطلق واللاثابت أو ما يسمى بالعدمية
لكن الناص هنا اتخذها فكرة بين الفلسفي والإنسانوي والاحتياجي الشعوري أي لها معناها المطلق
//.اخجل من نفسي..!!
أفي هذا العمر افعلها
بعد ان جف البريق
خفت الصوت
خبت نيران الشوق//
فهو يجد أنه من الصعب جداً أن يفكر بما يحسه ويعاتب ذاته حيرةً
لا تأنيباً // أفي هذا العمر أفعلها//
#العمق #الحسي متأصل في النص بشكل واضح
باعترافات تتراجف وهي ترتبك
فهو موقن بالأطوار التي تنتابه ولكنه ضمنياً يجد أن ذلك ليس عادياً
لذلك هذه التناقضات الحسية بين الاعتراف وبين خفوت الحالة تطارده لكنه أعلنها بلا خجل وهذا ماتلزمه تلك اللحظات حين تأتي
تاتي ..ثم تأتي ..
و اقول في العلن
احبك.. !!.احبك..!!
حتى آخر النفس
أنا التائه في اشعارك
الملم كلماتي
المتلعثمة على اللسان
و هي تتدلل في النزول
من على كتف اللسان
#إن اللغة الشعرية
هي الإناء الذي تصب فيه #مشاعر #الناص وأحاسيسه
بتلاحم تغاصني بين الدلالة اللفظية للاتحاد التعالقي بين التعبيرية والمضمّر مع المعنى المستحدث ليكون نسيجاً له ولادته التي تسمى نبض النص
نرى الناص قد اتخذ انغلاقية النص أو #موت مؤلفه
عن //#رولان بارت//
من عند الإستهلال بإنسانية موجهة
في #الثيمة #العنوانية التي أعطت من بعدها للمتن تداعيات تبوح عن تناص داخلي بين هذه #العتبة
// أمن الحب تغار ياهذا//
وعتبة أخرى
// أمن الجمال تغار ياهذا؟// عن شاعر سوداني
ليتبلور هذا التوازي السيميائي للعتبة
ويتبعه الإسناد المتني الذي يؤكد الشعورية التي ترتكز على العنونة ويكون هذا النسيج المتكامل بينها وبين الدلالة الكلية للمعنى العام
حتى المحرك دلالياً له تأويل اشاراته المحورية بما يتسق زمانياً مع الشغف العنيد
فالشاعر يتبع البنفسج وتنبع زرقة السماء بحروفه
لتخرج خيوط الوصل من ضلوع لم تضل الطريق بأشواقها وحملت التيه على راحة الوجد حين تشع روحه
ب //اتمتم كمراهق
اصابه الحب في مقتل
من على تخوم شفتيك
اتلقى دفىء كلماتك
ا تبعثر غبارا وفتاتا
في مخيلة بركان...
تلتهمني جارحة افكارك
قطعة.. قطعة //
إذاً //فلا شيء خارج النص
// جاك دريدا//
فالناص من خلال التهاوي بالحالة كان يحاول إثارة وعي المتلقي وحمله على كسر جمودية التفكير
بالتوصيف الدقيق عن حب ليس عادي حصره بالنص
فلا مرجعية ثابتة خارج النص يمكن أن نحيل لها المعنى للوصول إلى المعنى
فالشاعر من شدة التصاقه الشعوري طرد مفهوم السببية العتيق المتعارف عليه منذ أزل عن أطواره الحسية بتعبيره الصريح عن
/الميتافيزيقيا/
// أركل ميتافيزيقيا الاسلاف
والقي عدمي في الجب
اطرد نعيق غرابي
ومواء قططي
من ساحة ضميرٕ
اعياه//
فهو لم يتوارى خلف مرامي القصدية لأنه يسرد سيل من آهات يراها حقيقة صادقة لتفاسير التيه التي تحتل شوقه والإنهمار
تتعرق ضمن الصور المتناثرة بالنص
#الجمل #الخبرية والإنشائية توزعت بالنص وتواكبت أيضاً مما أعطى تلك الجمالية لمفارقات الحالة ولتدعيم الحالة بالإشارة الدالة الفعلية في حقيقتها الدالية
// توقف.. لا تفعل
اتسلق أعلى هضابك
اشحد الناي واسوي اوثاري
لاغني اغنية الفجر الفرح
حتى طلوع نورالصباح
اراقص يخضور شراييني
كبهلوان " السيرك "//
يستطرد الناص في تأكيد قصديته والتغاصن الحسي لديه مع السؤال بصيغة صرفية لغوية والأنسب للتوجه في سياق المعنى المبتغى
// ايتها الساحرة الماكرة
ما هذا الجنان أطوف..!!
ماهذا الحنان واللطف..!!
اذوب باشارة منك ذوبان
اجن تسعة وتسعين مرة//
يتقولب السياق الى تماهي حسي أمام الحبيبة بإنعتاق كلي فيه التصوف وفيه البنية الصوتية التي تطابق الاشاراتية البؤرية على مستوى الدلالة المنغمسة في الترامي الكلي وتقديم قربون الهوى بكل مااؤتيت اللحظة من المعانقة ليصبح هو وهي متحدان
هنا قمة الصوفية تلك اللغة المجازية العالية للتوحد
//وللمرة الالف
يضيع قلبي في قصائدك
ولب خيال في طيفك
انت مولاتى وانا العبد
انت الطاهرة وانا المدنس
انت الملَك و أنا المؤبلس
انت القاضي وانا المذنب
فاحكمي بالف سنة بقربك
فليست سوى لحظة من العمر
انت ..!! انت أنا ..!!
وانا انت..!!
ماعدنا كلانا الا انت
فاحكمي كما شئت
و اكتبيني حرفا في آخر سطر
او فاصلة قابلة للحذف//
والتي اتسمت بمفردات تواكب الحالة الصوفية
/مولاتي / الطاهر / طيف /
فالنص بشكل عام مؤدلج على مافوق العادة
يتمظهر متوازياً على المستوى المعنوي بمقاربات تأويلية محورية تتسق مع توازي شكلي متماثل بكل مفاصل النص
فالحالة الحسية تطغى بالهيام والالتصاق
مع أن الناص يتخذ من السياقات معنى الحب في زمن الأفول
لكن مع ذلك كان هناك التجانس الصادق وكأنه عاشق شاب يغرم للمرة الأولى
نجد ذلك هنا أيضاً
ب//فسالتهم كل شيء....
ساقطن الى الابد ملكوتك
قريبا من رضاك....
فاطرديني ان شئت
فلن يغادر قلبي حضورك..//
فيقينه الحسي لارهان عليه ذكرنا نسيجه العاشق
بمقولة:
#ت. س .أليوت
// والامر الوحيد الذى لم ننخدع فيه
هو ذلك الذى لم يعد الخداع يضر به// فهو مستسلم للحالة بكل وفاء الأنا
بل أنه منسلخ عن
ماقبليات الأعراف والتقاليد البالية
ولكي يطرد الإشكالية فإنه ليس جدلي في ميدان حواره الشعري
لأنه يرى أن الحب لازمن له ولا ميقات
أ. #سي مختار شاعر مبدع متجدد الحضور ومجدد
لغته تحدث ثورة ادبية بابتكاره العميق لشعر الحداثة
وتنوع سياقاته الشعرية
كقيمة شعورية من الذاكرة ( الثقافكرية)
دام التألق أيها القدير
مودتي والتحايا
Commentaires
Enregistrer un commentaire