تعب الكلام / الشاعر سامي يعقوب



 الكِتَابَة ُ بِأَبْجَدِيَةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم :

 

تَعَبُ الكَلَام .


يُودِعُنِي الغِيَابُ دَاخِلِي مُثْقِلًا كَاهِلِي بِهَذَا الحُضُور ...


و تَعِبَت الرِوَايَةُ مِنَ الإِطَالَةِ فِي حَبْكَتِهَا ، نَحْوَ النهَايَةِ تَحْتَاجُ منْكَ رَسْمَكَ و اسْمَكَ ، قُرْبَ جِسْمِكَ يَحْمِلُ حَدْسَكَ المَبْتُور ...


صِدْقًا سَيِّدَتِي تَعِبْتُ مِن عِبْءِ نَفَسِي ؛ شَهِيقًا فِي أَلَمِ احْتِضَارِ الزَفِير ...


و هَكَذَا يَمْضِي الكَلَامُ ، حَرُوفًا تَجُرُّ أَذْيَالَهَا نَحْوَ السَطْرِ الشُعُور …


لَا يُرَافِقُهَا سِوَايَ المُنْهَكُ هُنَا ، و فِي البَعِيدِ نَشِيْدُ الشَحَارِير …


و سُؤَالٌ فُضُولِيٌ إِلَى أَيْن !؟ إِلَى هُنَاكَ الدَربُ الطَوِيلُ ، حَيْثُ تَأَخُذُنَا المَقَادِير …


أَلِفٌ ؛ أُحِبُ اللهَ ، و كُلُّ مَن أُحِبُّ فُي اللهِِ ، فَالحُبُّ عِنْدَ الحُبِّ مِنَ أَسْرَارِ الرُوحِ  عِلمُهَا عِنْدَ رَبِّيَ الحَكِيْمِ الخَبِير …


و الحاءُ : حَنِينُ المُفْرَدَاتِ إِلَى حُرُوفِ صَاحِبِهَا ؛ جُنْدِيٌّ بِرُوحِهِ مِنَ اللهِ القَدِير …


و الباء ؛ بَهَاءُ المَشْهَدِ الأَبَدِي ، مُهَاجِرًا نَحْو الأَبِدِ فِي هِجْرَةِ التَكَاثِرِ لِلطُيُور …


و الكَافُ ؛ كَفَانَا مَا بِنَا ، نَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهِ ،

و الكَافُ مَا كَانَ و مَا سَيَكُونُ قَبْلَ الحَدَثِ الخَطِير …


هِيَ نُقْطَةُ حَرفِ البَاء فِي بِدَايَةٍ ، مَعَ مَثِلَتِهَا فِي النُونِ فِي النِهَايَةِ سِرُّ العُبُور ...


إِن شَعَرتَ بالهُنَا و الهُنَاكَ يَعْتَصِرُ  دَاخِلَكَ ، مُحْتَضِرَ المَلَامِحِ شُحُوبَ الخَرِيفِ عَاشَتْكَ السِنِينَ دُهُور ...


تَعِيشُ هُنَا و هُنَاكَ مُكَابِرًا بِلَا خَوف ، فَأَنْتَ أَلَمُ هَمْزَةِ الوَصْلِ عَلِقَت فِي حُنْجَرَةِ عُصْفُور ...


فَإِن رَحَلْتُ مُسْرِعًا ، أُسَابِقُ السِنِينَ العِجَافَ ، و أُسَابِقُ فِيهَا الأَيَامَ

و الشُهُور …


إِن رَحَلْتُ - إِلى الهُنَاكَ ، أَخِفُّ مِن كُربُونِ الجَسَدِ ؛ أَبَدَ النَقَاءِ ، الهُدُوءِ ، السُكُون - فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ - قَصِير !؟ ...


يَكُونُ مَا خَطَّ الحَرْفُ لَكِ الآنَ ، فِي سِفْرِي مُتْعَبًا و مُتْعِبًا ؛ نُقْطَةَ السَطْرِ الأَخِير ...


سامي يعقوب .  /  فَلَسطِين .

Commentaires

Articles les plus consultés