قصيدة رائعة للشاعر رياض حسن /المغرب
(المالك الحزين..)
أيها البلشون
أيا ترى لما أسموك
المالك الحزين
أتكون مثلي
مكلوم الجنان
وبالله أجبني
لما أراك تجمع
أمتعتك والأغراض
أفعلاً أيها الطائر
قررت الرحيل
أعرف أنك مهاجر
وتشتاق عبور السبيل
أهل يمكن لي
أيها الرفيق الحميم
أن أحملك رسالة
تحفظها بين
ثنايا الجناحين
اقترب أيها البلشون
لأخبرك عنها
ومن هي تكون
إنها مثلنا
تؤلمها أشواق الحنين
وقد تكون حائرة
أو ساهمة في التفكير
وهي تنتظر بشوق
هبوب نسيم الليل
والمبعوث الأمين
الذي سيحمل إليها
عني الخبر اليقين
أمانة عليك أيها الرفيق
أنت لا تدع ظفائرها
تلاعبها يد العليل
لأني عليها أغار
حتى من رائحة
مسك الليل
إن وصلت الديار
عنوان بيتها الذي
تزينه أغراس الورد
ومدخله آية حسن
يفوح عبيره الود
أدنو منها حد النفس
وإلى وجدانها فٱهمس
أخبرها عن لوعة الشوق
وعذبات الحنين
أيها المالك الحزين
أنت وأنا مثلنا
في دنيا الهوى
أصبح شبه قليل
ولا تسألني لما أنا
إخترتك أنت عن سواك
لتكون رسول غرام
وعلى الأسرار
أعرف أنك حارس أمين
قل لها وانت تدنو منها
أني أذوب في عشقها .
و يا ليتك تستطيع
حمل جسدي الفاني
وتطير بي إلى دربها
يزيد شوقي إليها
كلما نداني همسها
وكيف لي أن ألبي النداء
و أنا لا أعرف التحليق
أخاف على وحدتها
ومن الليل إذا يغشاها
وأنا أمشي طريقي
بين برزخ بحر ونهر
وهي تطل من نافذتها
وقلبها يتحسر لوعةً
عن حظر البعاد
وللحنين تربطها
حبال الصبابة والهوى
أيا حبيب كيف أنت
وأنا من يجافني السهاد
أطوق شوقاً لهبة نسيم
عطره يأتني به الرسول
آه يا حبيب كم تؤلمني
مسافة الحظر
يوجعني ألم البعاد
وأنا في ترقب و إنتظار
يوم ينكسر الجدار
أيها البلشون قل لها
أني أحس وجع قلبها
المكلوم وهو يترقب
طيفي حين حولها يحوم
ستراه وميض في الظلام
وصورة تتدفق دموعاً
في الأعالي ترتسم
ملامح على رفيف الغيوم
حلم وخيال و ضمة وصال
وهمس يداعب السمع
يجمعنا السفر في الأحلام
ينسينا ليالي الإنتظار
وفراشات الأفراح تحوم
مزهوة بلهيب الشمع
وطيور الليل توزع رسائل
عشقنا قبل موعد النوم
______________
سلطان القلم حسن رياض
Commentaires
Enregistrer un commentaire