قراءة نقدية الأديب حيدر الشماع ...العراق
أعضاء مجموعة ملتقى رضا علوان فرع فرنسا نطل عليكم اليوم بفقرة قراءات نقدية التي يقدمها ويشرف عليها الاديب حيدر الشماع
واليوم يلقي إضاءات نقدية على نص الشاعر السرحان الربيعي( البحر ..مهاب من قبل اليابسة )
رؤية في نص للشاعر السرحان الربيعي .. (البحر ..مهاب من قبل اليابسة)
(البحر يبقى لكن مياهه تتبدل ونحن عرضة للتحول والتغيير كعابرون)افلاطون
(نقترف خطأ عندما نجهل شئ لاننا قادرون على تعريفه)افلاطون
من خلال العنوان والتي تعتبر العتبة الاولى قبل المخاطرة في الولوج الى متاهة النص وكلنا لايخفى علينا ان مدخلها سهل يسير ولكن مفاجأت وغموض وتعدد الاختيارات تقف عائقا ولايمكن الخروج منها الابالاعتماد على السميائيات الدلالية التي تمدك بالخيط الذي يوصل لبر الامان،من خلال قراءتنا وجدنا احتمالية رؤيتين مدغمتين بطريقة ذكية من قبل الشاعر لمنح المتلقي فسحة انتقائية للرؤية التي تتفاعل مع رؤيته ،فحاول ان يكسب اللحظة في مقاربات وانزياحات دلالية وانزياحات مركبة وايجاد أنماط تعبيرية لافة لشد أنتباه المتلقي وهذه التقنية لم تكن صدفة واعتباطا لكن عن وعي تام وتبصر واف بتوظيف الاسطر الشعرية الى جمالية دلالية في توظيف اللغة،
(النهر.. مهاب من قبل اليابسة)،يضعنا الشاعر قاب قوسين امام قطبين من اصل الوجود في ثنائية تناقضية ،تحيلنا الى صيغة جدلية تثير الكثير من التساؤلات في فكر المتلقي (الماء ،التراب)(الحياة ،الموت)(الخضرة الوارفة ،الجفاف اليباب)،وهذه الثيمة لمتوالية النص هي فعلا جدلية في لحظة أثارها الباث الى الذات الى الذات الواعية في حوار داخلي من خلال لحظة اشراقية مفاجأة في الواقع الاني ثم تحيلنا الى رؤيا رافضة متمردة قلقة مترددة من الماضي ،(النهر) في معناه التجريدي امتداد متجدد متغير كزمن وفضاء واسع وعمق لايمكن حسمه الابفعل المتغير داخله،حينها يجد الشاعر مساحة للانبعاث للذات المنغلقة لتمارس تفكيكية العلاقة التناقضية واعادة بنائيتها وسط مجابهة بالرفض لشعورها بألمها الحتمي الذي يفرضه الواقع ،ان أي اختلال في المعادلة لهذا التوازن للاصلين يرجح كفتي احدهما احتوى الاخر ونفاه في ذاته وكينونته واحله الى اصل أخر،يمنحنا الشاعر فرصة اشراقية تبشيرية،
شربت من شروقك وجها وروحا
كان ذلك على سبيل الصدفة
ليت نظرتي
لم تتعثر بتلك الصدفة الجميلة
هكذا قالت لي الحكمة
وهي تعرف ان المسافات وقحة
هذه المفاجأة التي لم تكن في الحسبان(الصدفة)الايقونة التي يثيرها النص ،هل وجودنا صدفة ،والتحكم في مصائرنا صدفة،هنا كان تدخل الذات الواعية العاقلة (الحكمة)ان تعترض وتواجه ذاتها (لم تتعثر بالصدفة)،
كيف لك ياهذا ان تشرب هوى نقيع مجنون
وتفتح أفخاذ الصحراء لهيام لياليك
كم رعيت الجمر
قبالة ريح مذعورة
ام كان حداء الركب التياعا
كيف لك ان تشرب الهوى وهو اول مرحلة من الوقوع في الحب ،فتأخذها الحيطة والحذر من ذكرى ربمافي العمق البعيد خوفا في الوقوع في الهيام المتمثل بالجنون
وهو اخر مراحل العشق،
هل شرعت في محاورة ذهنية؟
قبل الشروع نظرتك الوالهة
هل عبر صدى الاجابة الوالهة ؟
هل عبر صدى الايحاء؟
والصدى ذلك الرجع البعيد ،بعد دلالي بين الاصوات والازمنة في نسق مخفي تتقاطع في لحظات الذاكرة مع الزمن الاسير والامنيات المهدورة ولحظات مفرحة ولحظات عسيرة مكللة بالالام تتشظى في لحظات تنبثق كحلم او ايحاء ليولد معادلة ماكان وماكائن وماسيكون في لحظة تمثل نزوع لحظة انفعال تسير ببواطن الواقع بحثا عن جوهرة هذه اللحظة المشتعلة،
أجب في الحجر الصحي أسئلة
تتناسل على مرايا الجدران
لايليق للشجر بدون أغصان
ايها الوارف في ذاكرة الظهيرة
وقطوفك الدانية للعابرين
بمسرات الرفقة
ماالذي اخرسك
هنا وصلنا الى زاوية متصارعة في فوضى الحواس وتشظي للبحث عن مصير لحياة يدخل الشاعر رموزه(الحجر الصحي مرايا الجدران قطوف دانية) حيث الخوف من شبح الموت اثر الوباء المعاصر للحظة ،وانعكاس الصورة المغايرة للواقع فالمرايا لاتعكس الصور الحقيقية وفق المنظور امام هذه الحاجة الملحة الى ايجاد حياة واصول متجددة ديمومة للاثر،هذه التساؤلات تبحث عن معان مؤجلة بفعل التقاط فداحة الواقع لجس نبض لعناصر الواقع والممكن لكسب اللحظة،
مالذي أخرسك تهزه العبارة
بخفقة شعر تفوه
ايها المروق بالدفء
في العروق الجامدة
ترى هل أضحيت مقالا
وكنت سطرا في رواية
أم هي الشطأن في عناق
غروبات ماكنة
يبدو لذياك المتفرج
لايرغب أن تنقل جذوة قولك
في فنجان شروقات شفاهة
ويحترق الكرسي الهزاز
بلهيب مناجيق عبورك
لو كان الامر كذلك
لاتفتح ربيعا عربيا اخر
واتعض
فانك خارج الفات النظر
وعليك ان تتجرع الكأس
اطمئن
هنا يظهر الصراع معلن واضح ومتخفي مضمر ولكنه في خوف سالب لهويته في غربته وعروقه الجامدة هل اصبحت مجرد كلام في مقال وكنت فعلا مؤثرا لاحداث دالة أمام شواهد الشطان المتغيرة رمالها وترابها ومياهها وازمانها بفعل وجودي والتقادم والتجدد ،وهذا اعتراض مشروع للذات للمحافظة على رباطة جأشها بالايهام لتحقيق الاتزان الداخلي بتوهم بمتغير للوقائع المؤثرة ،لاتكن في مواجهة ثورة مفتعلة نفسية للتغيير ،مادام للحكمة والعقل سوط في وعيك المستمر يحيلك ان تبحث عن ملاذ أمن كمكافئ لاختزال مشاعر الخوف ،فأطمئن.
ولفظة فأطمئن فتحت اذهاننا على الرؤية الثانية وهي الرؤية الصوفية في اعتماد الشاعر اسلوب الحذف والتجريح في اسلوب الاخفاء والاستبعاد بغية تعدد الدلالات لفتح النص في لغة اشارية وليست تحديدية في مكاشفة للنفس وهي المحرك الاساسي للروح التي تخوض غمار الصراع بين النفس الملهمة والنفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الراضية والنفس المرضية والنفس المطمئنة ،فالتحديد هو انغلاق ولكن كان الحذف تعبيريا في التخفيف في اندفاع الكلام الى انزياحات مسترسلة بشكل فني،وهذه الرؤيا لايسمح المكان للتوسع والافاضة.
الاديب حيدر الشماع
— with زهرةالنرجس ربيعة ازداد and 98 others.
Commentaires
Enregistrer un commentaire