سايكولوجية الشخصية الانبطاحية /مقال الأديب مصطفى سليمان

 



- نفسانيات / الحلقة الأولى (01) : 

- سايكولوجية الشخصية الانبطاحية. 

- مقال / مصطفى سليمان / المغرب. 


      [ ... سايكولوجية الشخصية الانبطاحية أو سايكولوجية الإنسان الانبطاحي من على بساط منتجع عالم السوسيولوجيا لا يمكن حصرها في كلمات ، لكن يمكن تلخيصها في بضع تمثلات .. فشخصية الانبطاحي من داخل المفهوم السوسيولوجي تنحو منحيين لا أقل و لا أكثر : [ ... إما .. و إما ] .. و يظل مقالنا / كلماتنا هاته ، مجرد إدلاء / مجهود متواضع منا من منظورنا نحن : (صاحب هاته الكلمات) .. لا و لن يقارن مع من سبقونا بلوغا و بساط العلوم بكل أطيافها عتيا .. فالموضوع لم و لن يبعد و غرف عمليات المختصين تشريحا لمثلها مواضيع .. يكفي نقرة على محرك غوغل لتعم الفائدة لكل باحث أو عاشق الخوض مناحي العلوم التي لا تعد و لا تحصى شكلا و مضمونا / مفهوما كل الأطياف ... ] 


- أولا : 

      [ ... فسايكولوجية الشخصية الانبطاحية إما أنها تتعلق بصانعها / جلادها حد العبادة / متلازمة استكهولم .. مقدمة له كل الولاء و مصدقة إياه تصديقا أعمى رغم علمها كون (جلادها) ليس فقط أنه المخطئ و النشاز الظاهر بل هي بكل العلم يقينا أنه اعتلى ما فوق سقف النذالة و السادية المتوحشة متسيدا الوقاحة المتجسدة في و بكامل مفهومها و بما تحمله الكلمة من معانٍ .. لتظل و بكل الإصرار - مدى الحياة - متعلقة به مدافعة عنه سواء تطلب الأمر أو تعذر .. فهي بكل الوفاء له .. و نقصد هنا الوفاء القطيعي / نسبة إلى (عقلية القطيع) .. بعيدا كل البعد عن الوفاء السوي من منظوره الصحي / الصحيح / الأخلاقي .. و لا مجال هنا للإقناع لكي تعود رشدها .. كون التركيبة النفسية هنا لا تخص فردا معينا بل مجتمعا كاملا بكل مكوناته منذ أن (تأسس) هذا الأخير .. يكفي أن يُطعَن في الجلاد (كتجربة لا غير) ليتَمشهَد رد الفعل بكل حيثياته أمام الأعين .. كوننا هنا لسنا بصدد التكلم عن ظاهرة عابرة بل نحن هنا بصدد التأكيد على المؤكد ، كونه السلوك المكتسب الذي تم العمل عليه و لأجله أجيالا تلو الأجيال صلب كواليس المؤسسات المُسيِّرة / الموجِّهة .. و أن فعل غسل الأدمغة و إعادة البرمجة قد تم بنجاح و حُسِم الأمر .. و أن (الآلة) الانبطاحية محفوظة من كل تدخل خارجي عكسي .. أنها بالحصن المحصن لذاته .. أن سير تواجدها بكل جهوزيته و فاعليته مستمر إلى أجل غير مسمى ما دام عامل الاحتياج لا و لن يصل الإشباع ... 

      ... و لكي لا نظل كمتتبعين لهذه (الحالة) في حيرة من أمرنا .. فالشخصية الانبطاحية ليست بتفكير معطل و لا هي بخصاص ثقافي .. بل نجد أغلبيتها نال كل الحظ تثقيفا .. فالطامة العظمى لتتلخص فيما يمكن تسميته بالوعي المغلوط الذي تم تجهيزه خصيصا لها و غياهب الغرف السرية التي لا ينام لها جفن و المعتكفة بكل طواعية لأجل مد الأخرى من الغرف بآخر مستجدات البرمجة ... ]


- ثانيا :

      [ ... و إما أنها تلجأ للمحاكاة و التقليد الأعمى لغريمها / عدوها - الذي هو في الأصل عدوا معوضا كلاسيكيا صنيعة جلادها - حد الذوبان في هويته .. عاملة في ذلك بكل الطرق حتى ولو استدعى الأمر الإقدام على سرقة كل ما يتعلق و مناحي ماهيته .. و في حالة تعذر تواجد هذا الأخير (العدو) .. تعيش حالة من السعار العدائي المنعدم المثيل .. و هي و لكي (تنعم) في راحتها النفسية تلجأ إلى خلق غريم / عدو لها يُمَكِّنها من أن تشفي غليلها و إنْ كان على حساب غريم / عدو .. افتراضي .. فقط أن يتواجد في مخيلتها كشرط أساسي ... 

      ... فهذا النشاز المتكاثر كالفطر مناحي النفس البشرية ليس وليد عامل وراثي / توارثي .. أو أنه هكذا أتى اعتباطا أو من فراغ .. بل هو صنيعة أيادٍ قذرة خبيرة تعتمد في غالبية عملها بعد انتهاء التجهيز لأمثال هذه الشاكلة من الأجيال بشكل مباشر و في أحيان أخرى - و هنا تكمن الخطورة الفعلية - على وسيلة التحكم عن بعد .. كتلك المعروفة للكل و المعلوم طريقتها و طرقها : (الريمونت كنترول/ Remote control) كلما دعت الضرورة للتحريك .. بيقين تام منها أنها تحرك مجرد دمى / كراكوزات .. من صنعها / صنيعتها .. و أنها أبدا لن تشكل عليها أي خطر .. رهن الحاضر و لا المستقبل .. أنها و قرارة نفسها تعلم كونها توصلت من دون عنت يذكر إلى (صيغة) بشرية بحجم جيل بل أجيال هي كاملة تعيش تائهة و عدمية تاريخها .. أجيال تعيش محنة اللاتاريخ / اللاهوية .. تعيش محنة عنيفة من الغربة / الاغتراب .. يضاف إليها الثقل الذي لا يرحم من هول الغرابة .. أنها و بكل الوعي ترى نفسها وسط دوامة أبدية مُهِينة من الضياع .. هذا الأخير (الضياع) ليظل عصا الرحى و مربط الفرس في فك شفرة العدائية التي تحَمَّلت بها من دون رغبة منها اتجاه الآخر .. و هنا وجب التأكيد شرحا لهذا : (الآخر) .. الآخر هنا ، ليس كل من يغايرها الرؤية من منظور ما بل كل من لا يَتَلَبَّس و جلبابها .. و الغريب و الأخطر غرابة أنها ليست فقط بالاستعداد للانقلاب على نفسها بل هي بكل الرفض و التناقض من داخل و مع نفسها .. كأنها رافضة لتلك الصورة المتمثلة أمامها من خلال المرآة .. و منها هي بالمخاطَبَة للجميع ... 

      ... و لنتصور فقط كيف سيكون شكل و حجم هذا الخطاب - بما يحمل من ضرر - الذي سيصدر عن هذه النوعية المحسوبة كرها كفصيل على الإنسانية جمعاء .. و كيف السبيل لتفاديه و العالم بحكم التقدم التيكلونجي صار في حجم قرية ، يكفي أن ينبس أي كان و من أي مكان ليصل الصدى أقاصي المعمورة .. فنحن هنا أيها السيدات و السادة أمام (ضجيج) منظم آت عن هذا الفصيل المتسيد و وعيه المغلوط .. فقائلها : ” أنا أفكر فأنا موجود “ .. و شخصيتنا هاته موضوع دراستنا .. كأنها تعلنها و صريح العبارة : 

“ أنا بضجيجي أتواجد “ ... ]

- يتبع.

مصطفى سليمان / المغرب.







Commentaires

Articles les plus consultés