قلعة من رمال/الشاعرة سناء شمه
(( قلعَةٌ مِن رِمال ))
كيفَ اصطباري وقد
تهشّمتْ أوصالي ألماً
على مذبحِ عشقٍ سقيم.
ها قد تقرّحَ الجفنُ
بأكاذيب ورعدِ وعودِ
فلَم يرَ إلا سحائباً
من نديمِ أحزانِ.
يا مَن حسبتُه ريعاً من جدولِ
استسقي به ضراوةَ أعوامي.
وبِتُّ أعانقُ السها بحُرقةٍ
فصرتُ ذاكَ المتقوقع في أكفانِ.
أينَ الفؤادُ هل أصابَه ندَمُ
حتى اشرأبّتْ روحي بعصيانِ.
يتذبذبُ الوَلَه كأرجوحةٍ
على مائدةِ الصبحِ
يغزو مقلتي تلهّفاً
وعند ستائرِ الليلِ
يلطمني وما أراه بحائِدِ.
تقاذفَت ثوراتُه مهجتي
فصارَ في نعشي ألفُ مِسمارِ
غدا الشوقُ جائعاً
يتسوّلُ من قرابين ودادِ.
ما أصعبَ أن يميدَ بصَولِه
ينقُشُ الكَلِمَ عُمياناً
وبه فيض ضروبِ.
ثم يسفعُ الرجا بلا رحمةٍ
ويقلعُ أوتاداً بمِعولِ النُكرانِ .
وإذ هَصَرنا غصنَ محبّةٍ
أ يُضرَمُ العشقُ في كومِ رمادِ؟
أقولُ في أسرِه :
لَئِن تَكُ ثلَمتَ جدارَ الوَصلِ
فإنّكَ بَتَرتَ الشوقَ بشريانِ.
كم كان صرحي مُنجّماً
وعندَ عيونِ حرفِكَ
ألقيتني بألقابٍ تترا
تُحبّرُها بنواطقٍ البهتانِ .
وكم بنَيتُ في أشعاري شواهِقا
لكني وجدتُها قَلعةً مِن رِمال.
فبالأمسِ صحائِف ويكأنَّ نابضةٌ
واليوم كمثقلاتِ الطمى
في قعرِ خلجانِ.
بقلمي /سناء شمه
Commentaires
Enregistrer un commentaire