لماذا ؟ الأديبة المبدعة وفاء فواز
لماذا كلما اقتلعتُ صفحةً من كتاب العمر .
قفزتْ لي بعنادٍ بين كلّ فصلٍ من الحكاية ؟
وكلما غفرتُ خطايا الأيام وهدأ صهيلُ الألم في قلبي
وأطفأتُ جمرات الشوق وأحلتُها رماداً ..
انحدرتْ لؤلؤة من عينيّ فوقها كقطرة زيت تتوهج؟
لماذا كلما حاولتُ بعزيمةٍ اجتيازَ صراط النسيان
لتنتشي بذور السلوى في ربيع روحي ..
لسعني الحنين بلا رحمة؟
وكلما تعلمتُ كيف أشدو الكلام وأجعلهُ يترنّم
نغماً على شفتيّ ..
تخبطتِ الكلمات في حنجرتي ولا تجد للخروج سبيلاً؟
لماذا كلما فككتُ شرائطَ ضفائري لتمشّط القصائدُ شَعري..
نقرتِ العصافير زجاج الذكريات
وأوقظَ الضوءُ شذرات روحي؟
وكلما رسمتُ على الورق شمعات لتنيرَ دياجير عتمتي..
تشهقُ غمامةٌ تمطر عطرا؟
لماذا تشطرني الأحلامُ ألف عامِِ أويزيدون
فتنبت الألحان في وسائدي وتمشي أوراق الشجر
طرباً على أناملي؟
يعبقُ النخيل ويخضبُّ المساء بلونِ الأُُرجوان
وتزهر حقول البنّ في عينيّ !
وتبقى الحكاية بين الشفاهِ معلّقةً تُداعبُ جفنيّ
بحنينِِ وأمل ليس لها ساعة محدّدةً فمواعيدها
تُشبهُ مواقيت الحروب
تبقى فيها ساعة الصفر مُبهمة إلى الرقم الأخير
وهو التوقيت الأمثل والأجمل ليجعلنا نتعلّقُ
بأهدابِ الضياء كأطفالٍ يركضونَ خلفَ آلاف البالونات
أو كحنينِِ يكادُ أن ينطق ....!!
وفاء فواز \\ دمشق
Commentaires
Enregistrer un commentaire