يوم بكت طفولتي / الأديبة المبدعة جميلة مزرعاني

 



يوم بكتْ طفولتي 


أجلْ أنا هي تلك الطّفلة ذات الضّفائر الشّقراء كجدائل الشّمس حين الكسوف.طفلة جنّ عليها الزّمان تنمو وتترعرع على جمر الأيّام مذ غزتها رياح خماسين الدّهر تكسر خاطر طفولة قاصر تاركة دموعها تلهب التّفّاح الأحمر تحول بينها وبين شاطئ ترسو فيه سفن البراءة بأمان تلقي بها في ركن وحدة تتبصّر الآتي من جور ما سيأتي فكبرت بلا موعد تتقاسم وغربتها لقمة مغمّسة بالقهر تمتطي قارب الأشجان وقد صودرت أحلامها قبل ولادة الفجر بمشهد مثير وقبل أن يخطّ قوس قزح زهو ألوانه النّضرة. هو اليتم يا سادة قنبلة تفجّرت في وجه الصّباح فتشظّى بريق العيون الخضر يرديها غابة أحزان 

مقفرة إلّا من وحشة قاتلة.فكيف لطفلٍ غضّ العود يقوى على حمل أعباء تكبره عقودًا من الزّمان؟ طفل أجدر به أن يبحث عن عصفوره الغرّيد في مبسم النهارات السّاطعة؟. عن دمية عشقها لَهْوُهُ منذ نعومة الظّفر تبدّل مزاجه السّيّء في ربيع المياسم؟ تراه يفتّش عن مباهج دنياه في متاهات طفولة تعسّر بهجها فلا يجد ضالّته في كومة قشّ.  (يتبع) 

جميلة مزرعاني 

لبنان / الجنوب

Commentaires

Articles les plus consultés