قصيدة رائعة من روائع الشاعر غسان يوسف /سوريا
قصيدة
أعاندالقدر
لولا سرّ الوجوم
الّذي أطاح بجمال الحياة
وأطبق عليه الجفون
دمعاتي أخفقت في أنسيابها
على ضفاف الأمل
من أغتال جمال الروح
وأستباح نعمة العاشقين
على مذبح القهر والعَوَز
أسياد لا تنام إلا والرّعيف
وسادتها
تتوسد مفاتن الطبيعة
وتلتحف الثّمار الّتي أضحت
على واجهات الصّاغة
تُكال بميزان لا عدل فيه
لا تُرسلُ الشمس أشعّتها
لِمن لا حصّة لهم في الأرض
ولا مأوى في الفضاء الرّحبِ
أقول لِمن رَقدوا هنيئاً لكم
أنتم الأولى بالمعروف
موطن القهر والحلم
على قارعة الطريق
موطن الثمار الّتي لا تُؤكل
لمذاقها المرّ
كم من طائر حلّقَ في سمائنا
وحجبته الغيوم الدّاكنة
لا تمطر سوى ذرّات الرّماد
وبقاياً من رفاة المعذّبين
وعلى أرض السّلام
كـــــ قهوة مذاقها كسر حدّة البال
على أمل النفّس الأخير
في يوم مّا قد أشكو إلى الله
هذا الألم الكبير
كـــــ الموت حين أشتهاء فاكهة الجنّة
والقمح يتمايلُ في حقول الأسياد
الخواء يسكر القلب ويدمي الرّوح
ليتني أزرعُ بذور الأمل
ولكن هيهات أن تنبت في تربتنا
الموجعة
أحلم بالنّجوم مع نسمات الرّبيع
وحرّ الصّيف
وبرودة الشتاء
ريثما أتدراك آخر ورقةٍ
في ظل الخريف القادم
أعشق الحياة
والموت القادم من حيث لا أدري
ليكتب على ضريحي حلمي
الّذي لم يتحقّق حتّى
في معبد الوجدان
بقلمي
غسان يوسف
Commentaires
Enregistrer un commentaire