قصيدة رائعة من روائع الشاعر عبدالزهرة خالد/ العراق

 


نعم قلت

————

نعم قلتُ لكِ

 اذهبي حيث شئتِ

أنا هنا باقٍ لا يَعْنِيني المكان ،

نعم قلتُ لكِ 

اذهبي خوفاً عليكِ 

من طفحِ المشاعر 

يزينُ إحمرارَ الزمان .

نعم قلتُ

تخلصي من قبضتي

حرصاً على شفتيكِ 

ألا تنشف بهما الخلايا

فيضلُ النحلُ عن دروبِ العسل  .

نعم … كنتُ متيقنا 

تعودين وقد أخضوضرت أشعاري

في حقولِ الغزل

ثم اقطفي من عناقيدِ نضوجي 

ثمارَ الاستقرار 

واختاري الأدهى من سلالِ الهموم . 

نعم قلتُ لكِ

ارحلي قبل أن يعرفَ العالمُ 

أنَّ هناك خريطةً أوجدتها مستعمرتي

ويثورُ عليكِ المحررون 

ربما يذرونَ الرمادَ في عيونِ الأناشيد ،

نعم كنتُ أخمنُ 

أنني سأبقى محتفظاً بقصورِ العنفوانِ 

عندما يتعرى الخمارُ من الخجل 

أو يذوبُ جسدُ الصقيعِ في قاحلةِ المشيب ،

نعم قلتها وما كنتُ أعلم  

إني قشّةٌ في مهبِّ الرّيح 

وفي القفارِ رماني زماني 

 لو كنتُ أعلمُ الغيبَ لاستنسختَ

من وجهكِ بدراً لكلّ الليالي ..

……………………

عبدالزهرة خالد 

البصرة

Commentaires