رائعة من روائع الشاعر مصطفى سليمان /المغرب

 


🌹صدى اللهفات🌹 


أشتاق إليك .. 

يا عبقا ضاع  

عمرا .. مني .. صدى اللهفات .. 

.. أخاف عليك .. 

ففي خوفي يكمن اشتياقي 

و أحتار .. من عشقي لك

إن فاض وهجه 

و ضل طريقه متاهات .. 

إن أنت أسكنتني وجدانك 

ضعت .. و لا أثر .. 

يطول فيك سهاد المسافات 

.. أخاف عليك .. 

و في اشتياقي شرارة الحر 

و المسافة صقيع الإبحار 

أتجمد حاجز السراب 

و عَدَّاد الصبر لا يستحمل 

أهوال النبضات 

أضيع أنا متاهة الخيبات .. 

أشتاق إليك .. 


... أخاف عليك ... 

و أنت تسكنين ثورة الربيع 

رحيق الصدى و الوردات 

بكل الأسرار 

.. أخاف عليك .. 

أجدني سجين قلعتك 

وراء قضبان حنانك 

كيف السبيل إن اشتقت أحضانك

و أنا وحيد وحدتك 

إن تحررت أجرح أهداب أَمانك 

.. أخاف عليك .. 

و أنا القريب منك 

كيف لي أن أظفر بك 

مهزوم عتبة الانتفاضة 

و أنت الملكة و الحكم المطلق 

و أنا المحكوم فكيف أقاضيك 

مسجون أبدا .. أنا .. ببحرك 

و أنا البَحَّار الضائع فيك 

صُدْفَة بين الصَّدَفات 

أشتاق إليك .. 


... أخاف عليك ... 

و إن قعدت فيك 

أخاف على نفسي منك 

إن زارتك نحلة و أنت الوردة 

تقاسمني لوعة الرحيق 

و أنا السابح فيه كل الأذواق 

.. أخاف عليك .. 

إن خَطَفَتني منك 

أضيع في شهد العسل 

أثمل و كيف السبيل إليك 

فأنت عسلي الأصل 

فكيف إليك أن أصل 

.. أخاف عليك .. 

و كذلك من نفسي 

فأنا جيش من الشوق 

يقوده وجدان من الاشتياق 

غنيمة يأسرك .. و أنا .. 

ضد السبي و الأسر 

أنشد النسيم في الحرية 

و لا أتارجع مبادئي .. 

في الحب أنت الحكاية 

أنت فرضي في الكفاية 

بأحقية الانعتاق 

أشتاق إليك .. 

٠

.. أخاف عليك .. 

أعشقك أكثر 

مناي أُظَلِّلُك من حر القمر 

و لوعة السهر .. 

مناك أظل فيك

تناجي فيَ حنان القدر .. 

قدري أن تكوني

وجهتي لكل الأسفار

أسافر كل الدنيا و أنت السفر .. 

قدرك أن أكون 

آخر محطة و آخر استقرار 

.. أخاف عليك .. 

إن اشتقت ذاكرتي 

استودعتها فيك لأجلك 

يا أروع تذكار .. 

فلا أجدها و لا أجدك 

أجد بقايا أمسي فقط 

و بعض أضغاث أحلام 

و أنت الحلم الذي عشناه سويا 

و ما أضنانا إلا الفراق 

أشتاق إليك .. 


... أخاف عليك ... 

و أخاف من ذاكرتي 

إن وجدتها فاقدة الذاكرة 

فلا أحد سأتذكر 

أشتاق إليك .. 

.. أخاف عليك .. 

إن تكذرتك لوحدك 

أصير في العشق أنانيا 

و لا أحد سَيُقَدِّر 

و لا حق لي و لا وقت 

للاعتذار .. 

.. أخاف عليك .. 

و أشتاق إليك أكثر .. 

لو كنت أعلم 

أن لدرب العشق حلاوة 

الرحيق مطبات 

لاخترت مسلك الجبال 

طريقا أحبذه الأوعر 

و لكنتُ زدتُ في الحلاوة 

رحيق زهر البراري 

و لما اخترت نَفَسا إلا نَفَسَك 

يا عبقا بروعة الزعتر 

أشتاق إليك 

اشتياق الشجر زقزقة 

العصافير 

اشتياق أرامل الجداول 

خرير المياه و المواويل 

و أعشقك .. و أعشق فيك .. 

عمري و أكثر .. 


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés