الغرفة المغلفة/الأديبة مها حيدر

 





الغرفة المغلقة 


في إحدى القرى ، كانت تعيش بنت اسمها ( لولو ) تحب المدرسة ، لكن أمها تمنعها منها  ، دون أن تعرف السبب.

وذات يوم ، رأت في المنزل غرفة مغلقة أثارت فضولها .

ترى ماذا يوجد في هذه الغرفة  ؟!

هرولت الى أمها مسرعة :  أمي لقد رأيت غرفة مغلقة لم  أرها سابقًا في المنزل ، فماذا تحوي ..؟ ولم هي مغلقة دائمًا ؟!

لم تجب الأم ، لأنها كانت تخبئ سرًا غريبًا ، ومنعت لولو من دخولها أو محاولة الاقتراب منها .

حزنت البنت ، وقررت أن تجد المفتاح . أخرجت ورقة وألوانًا ورسمت خارطة للمنزل .

دخلت أولًا الى غرفة أمها الكبيرة ، فتحت الأدراج ، لكنها لم تجد شيئًا ، فتشت تحت السرير .. خلف الدولاب  .. في كل الزوايا ، لكنها فشلت ، وخرجت منها بهدوء .

أكملت البحث متجهة الى مكتب أبيها ، كان لدية الكثير من الدفاتر ، فتحت جميع الأوراق … أخيرًا ،  وجدتهُ ، لكنها ليست متأكدة ان كان هذا هو المفتاح الصحيح ام لا . 

ذهبت مسرعة الى الغرفة المغلقة ، ووضعت المفتاح في القفل ، فجأة .. فُتحَ الباب ، وفرحت لذلك كثيرًا .

عندها وجدت أمامها الحروف الأبجدية ، والتي لم تكن تعرفها سابقًا .

 قالت الحروف بسعادة غامرة : من أنت يا صغيرة؟.

صدمت لولو بإن الحروف ناطقة ، وقالت : انا لولو ، كم انتن جميلات ..

بدأت الحروف بتشكيل حلقة كبيرة وغنت ورقصت مع لولو والسعادة تملأ القلوب.

بعد ان لعبت ومرحت قالت لولو : لم أنتن هنا يا صديقاتي 

هنا بدأت الحروف بقص ماجرى لهن مع أمها ، تأثرت كثيرأ واحتضنت الحروف بمودة وحب .

علمت الأم بذلك ، وغضبت عليها قائلة : ماذا فعلتِ ؟! أنها ٱحرف شريرة.

أجابت: بالعكس يا أمي ، أنها طيبة ، لقد عرفت منها إنك عندما كنت في المدرسة كان الآخرين يسخرون منك ، وتركت الدراسة بسبب ذلك ، لكن هذا لا يعمم على جميع الناس .

بكت الأم وقالت : أنت محقة يا إبنتي ،  لم اكن أما جيدة .

ردت لولو : أنا أحبك يا أمي مهما حصل .

أجابت الأم بعد ان مسحت دموعها : وأنا أيضًا   ، وهديتي لك …. ستدخلين المدرسة .

فرحت لولو كثيرًا ، رقصت مع الحروف وغنت أغنيتها :

نجحت .. نجحت .. إني بارعة

وبعد أيام من دخولها المدرسة ، أصبح لها الكثير من الأصدقاء ، تحبهم ويحبونها ، وكانت الأم والحروف فخورات بها .

Commentaires

Articles les plus consultés