غناء العبير / الشاعر جاسم محمد الدوري

 





غناء العبير 

                 جاسم محمد الدوري 


يا أمرأةً

سمراءُ أنت بلونِ القمحِ

ينثُ العطرُ من أطنابها

وتغني طربا ً للحب ِ عبيرْ

ترقصُ من فرطِ جنونٍ

وتناغي الاطيار 

تغفو من شدة شوق

تحلم ُبالدفءِ... تطيرْ 

هي من فرط ِالحسنِ

تغازلُني فرحا ً

وتخجلُ في دلع

وتكابر كلِ غرورْ 

تداعبُ بالغنج ِالناس َجميعاً

وتهدهد ُوجداً  كلَّ  صغير ْ

تحمل ُ في عينيها الضحكة َ خجلى

والعشقُ يظلل قامتها

وتقول بلا تفكيرْ 

بأن الحبَ جميل جداً 

لكن حين يمس القلب

كالبركان يصيرْ 

حتى جرفتها ريحُ الحزن ِ

وتاهتْ في بحرٍ لجيِّ 

فاسكرها العشقُ كثيرْ 

حطمها هذا القلب ُالملعونْ

 فأمست ْ تهذي 

لا تعرفْ اين تسيرْ 

وتمورُ بنارِ العشقِ جنوناً 

وترددُ أني 

اجهل فن التدبيرْ 

وتقولُ بلا خجلٍ 

احببتك َ يا هذا 

ماكنت ُاحسب ُ

انكَ من غيرِ ضميرْ 

أعطيتك  قلبي 

ومنحتكَ  أشيائي

وحسبتك َ مثلي  تهواني 

وما كنت أرغب في التغيرْ 

يا هذا ....... 

هل ما عدتُ اثيرُ جنونك

أم أني أصبحتُ 

في قاموسك من الماضي 

يا أصغرَ من كلِ صغيرْ 

فأنا  أمرأة ٌ من  نارْ 

سأكافحُ من أجل ِ بقائي

وسأنبتُ في حصنك مثلَ الصبارْ 

أكابرُ كي أحيا 

وأقارع ُ بالصبرِ غرورك 

واكشف كل الأسرار

يا هذا ....... لا تحسبني مثلك َ

اضعف ُ وتكسرني الريح 

فانا اكبرُ من هذا ياغدارْ 

فأنتَ غبي حقا ً

لو انك َ كنت

 تحسبُ حبي لك َ عارْ 

فانا سأظلُ قوية 

رغم جفائك 

واضيءُ بليلي كالأقمارْ 

فحدائقُ عمري مازالتْ 

تورق ُ عشقا ً مثلَ  النوارْ 

فحذاري ...حذاري مني 

فانا ان اغضبْ 

أصبحُ مثل َ الاعصارْ 

أحطمُ اركان َ وجدوك 

أجعلكَ رمادا ً 

يتناثرُ  في  كل ِ قفارْ

وسأشرقُ مثل َ الشمس ِ

أغازلُ  بعبيري  هذا 

غنج َ الازهارْ

وأحلق مثل الأطيار

Commentaires

Articles les plus consultés