شراب الألهة/الشاعر مهدي الماجد





 شــــــرابُ الآلهــــــــة

,

,

أعلميني بإشارة ٍ منك ِ أنْ أصمتُ

حرّمي تساقطَ الحروف ِ على رأسي مثل تهامي المطر

الملائكةُ تستهويها الراحةُ

يمنعها العرقُ المتسربُ والمتلكيءُ بين خروق ِ الملابس ِ من اللبث ِ بين صفوف ِ الفقراء ِ

فالملوكُ امتعوها بما لذَّ من المدام ِ ولذيذ ِ الكلام ِ

الفقراءُ ليس على السنتهم الاّ الشكوى يضجون بها بين الآونة ِ والأخرى

والآخرون إسمعهم يتكلمونَ بصوت ٍ يشبه الهمسُ

ويطلونَ برفق ِ المخدرينَ من الشرفات ِ على الأسواق ِ المكتظة ِ والساحات ِ المزحومة ِ

مامن سوي ٍ او سوقي ٍ من عامة ِ الناس ِ الاّ بضيافة ِ شيطان ٍ

يقارعهُ العرقُ ( البعشيقيُ ) * المغشوشُ

حين تلوحُ الأيادي بدمائها الزرق ِ

فتبينُ نصاعتها بلون ِ الثلج ِ

تكون الملآئكةُ الآيلةُ للخمول ِ أهلا ً للإمتطاء ِ

وتكون الأمانيُ على قلتها بمرمى حجر ٍ

الملكُ والحاشيةُ عبّوا كؤوسَ شراب الآلهة ِ فأصبحَتْ أبوابُ ملكوت ِ السماوات ِ مشرعة ً دونهم وسائرُ الأعراق ِ لهم صدى الطرقاتُ دون مجيب ٍ

ذلك فعلُ ذوي الحاناتُ من يمزجون خمرهم بلعاب ِ العاهرات ِ وفعلُ الوراقين إذ يكتبون حروفهم بأحبار ٍ من ابنوس ِ الخيل ِ وترتيل ِ الشمطاوات ِ المتصابيات ِ

لا شيءَ نقيٌ عند السابلة ِ

يسيرون فتنكشفُ أقفيتهم عن خواء ٍ وولوغ ٍ في المحرمات ِ

يشاكسك ِ البردُ !!

وتتمكنُ الحرارةُ في التوغل من المسام ِ

فتتفجرُ غزيرا ً من العرق ِ يلكعُ الثيابَ

ذاك عرقٌ وحيدٌ وسيلتنا للعيش ِ

ذلك العرقُ ما يمنعُ الملائكةُ من الهبوط ِ بقرارة ِ النفس ِ

ويتيحُ بنتن ِ رائحته للشياطين ِ رحبُ المرعى

توقدُ الآلهةُ النارَ حولنا

فلا سامعٌ منها لدعوة ٍ

أو مصغ ٍ لنافذ ِ القول ِ

لا تتسعُ مائدةُ شراب ِ الآلهة ِ لنا

أبوابُ الشياطين ِ هي الشارعُ النافذُ السير ِ

والآلهةُ إرتاحتْ لطنافس ِ الملوك ِ وغلقتْ أبوابها دوننا

رجعنا نعلي أسوارَ بابلَ

نحاربُ اعداؤها فنهلكَ أونغرقُ في جحيم ِ الدماء ِ

وكلُ المجد ِ يؤولُ إليها

وبأيدينا اللاشيءَ

فليحيا جمعُ الآلهة ِ

والشقاءُ

والعذابُ

ثم الموتُ لنا .

,

,

* نسبة الى مدينة بعشيقة في شمال العراق .

ــــــــــــــــــــ

مهدي الماجد

22/9/2022

العراق - ىبغداد

Commentaires

Articles les plus consultés