سيدة الحزن السوري/ الشاعر المبدع فائز الحداد
_سيدةُ الحزن السوري _
( هورشيما عربية !! )
ينهال الحزن عاصفاً بأعيني
كغيمة داكنة ، كغبار ذري
وكوشم الصلاة على جبهتي
يزداد سوادا.. كلما يدعكها السجود!!
كإن هُيروشيما عربيةأنجبتني بقلوب القتلى
أفصّل الجراح على مقاسات اليتامى
وأمنحُ الثكالى شهادات هبوط الآلهة
وأدري:
ليس للحزن منابر فاغرة
تُلبسُ الأرامل دماء الراحلين
وتُدوّن للحقيقة سقوط الحياة !!
ومالي غيرُ أحبتي الصعاليك..
الخائضين عرايا بحر الفاجعات وبعضُ أشلاء الزلازل
.. من تعوّدوا الآلآلآلآلآلآه في نبرة المآذن ويتعمّدون الموت بأفواهِ الجوع
الفاقدين ظلالهم في محاجر الطرقات
من أضاعوا الصلاة في خيوط سجاجيد الأديرة
ومن ودّعوا الإله بكفِ امرأة تقايضُ (ماتبيع) لتشبع اليتامى !!
إليهمُ فقط كلُّ هذا الهباء..
ولكِ.. تميمة يعقوب في قميص يوسف
وحزن أيوبَ في النبيين !!
وليّ بكِ..كراحل على ذمّة الشعراء بلا فصيلة دم!!
لقد ألفيتُ القمر الداكن في أمومة الغبار
وما رهنتُ رحى أمِّنا لمطاحن الساسة كي يصادروني..
ما بعتُ الرغيف المرِّ رغم المرِّ
بل بكيتُ بأعينكِ الفاغرة..
وصرّتكِ في ارتعاش قلبك الذبيح
وتعشّرتُ بتموزكِ المغادر!!
فماذا عليَّ يا أميرة الليالي..
في نعوش المرايا الراقصة في الوجوه؟
هل سأدرأ الريح عن وردة جرحكِ يوما؟
هل سأعادُلكِ في ميزان الضحايا..
وليس لك من ريحٍ ..
إذن.. سأحرثُ السماء بعدكِ ؟!!
Commentaires
Enregistrer un commentaire