لا رجاء / الشاعرة حنان الفرون
" لا رجاء.."
تراتيل تعبق حنين
و تمزّق
أخطو بنصف ساق
أبحث عن بصيص
أمل باقٍ
و حسيس لهفة
أمتشقها من وتين
أيام اشتياق
و بصيص انعتاق
أسير في أزقة
اللهفة و الإشراق
يغزو الدمع الأحداق
أصافحُ أطياف
الغرباء ...
أسألهم عن دُميتي
و ساقي المبتور
و يوم ميلادي
المقبور...
في حارتنا القديمة
بحثت عن نصف رغيف
و قلب رخو حنون
و أرواح لا تعرف
التأليف و المُجون ...
وا آسفاه
كل الملامح انتعلت
الجفاء و السكون ..
صوبتُ عيني نحو
سماء الكون
العتمة في امتداد ...
كل الأجرام أعلنت
الحِداد
قلوب تتهاوى ك الرذاذ
حنين أضاع المداد
في صدر قصيدة
صفراء ....
رحلت قوافيها
في يوم مكفهر
دون عتاد
غابت دون ضوضاء
اسمعوني جيدا:
لا جدوى من النداء
كل الأذان تشتهي
الافتراء
تلتهم الحقيقة إرباً إربا
تُقدَّمها في أطباق
حمراء...
كل الأطياف مالت
لا رجاء ...
روابي الأمنيات
مادَت ...
فصل الربيع حلّ
يلهث وراء اخضرار
قلوب جرداء
حتى الجدران فقدت
النبض و الضياء...
و تلك الباب القديمة
مفتوحة على مصراعيها
للذكرى و الندم
وقفتُ عندها طويلا
حتى تصدعت قدماي
و خرّت قواي
لكن ....
لا أحد ردّ السلام
كلهم في بحور دنًى
نيام ،
و أفواههم ابتلعت البلام
هياكلٌ ارتدت دياجير
الغيام
تتأبط جِيد الظلام
ممتعظة أطأطأ رأسي
يحتل مساحة كاحلي
الأرق الدّلام ...
لا رجاء
لا ملام ...
قلوبهم غاب عنها
السلم و الأمان
في جوفهم سُكب
حقد من إسمنت
هكذا كانوا
و سيظلون...
انتهى الكلام .
بقلمي: حنان الفرون
Commentaires
Enregistrer un commentaire