زوجة لساعة من النهار / الكاتبة فوز حمزة
زوجة لساعة من النهار
- قصة قصيرة –
استدارتْ نحو ساعة الحائط، بينما عقاربها كانت تشير إلى الثالثة ظهرًا ..
ساعة واحدة تفصل عن قدومه..
في أحيانٍ كثيرة .. كان يتأخر أو لا يأتي..
مع هذا فأنها لا تملك سوى الانتظار والرضوخ بعد أن رضيتْ كونها زوجة ثانية!
أنتِ زوجة ثانية .. هذا ما أخبرتُها به ذات مرة..
فعادة لا أزيفُ الواقع ولا أملكُ له أدوات مكياج..
أعلم أني كنتُ أشد قسوة حين سرّيتها ذات يوم ..
أنها مثل عطر نهاري..
كانت تظن أني أثنيت عليها.. لكن حينما علِمتْ بمقصدي .. حزنتْ كثيرًا ..
أخبرتها أنكِ كعطرِ النهارِ .. خفيف ويمكن الاستغناء عنه!
حقاً كان التشبيه قاسيًا!
ومتى لم تكن الحقيقة قاسية؟!
هذه المرة نظرتْ إلى ساعة الهاتف ..حيث كان لا يبرح يدها..
نصف ساعة الوقت المتبقي من الزمن في انتظارها الطويل الذي أمتد على قطر أعصابها ذلك الزمن الذي نزفت فيه الكثير من مشاعرها واستهلكت فيه العديد من صور العتاب له والملامة لنفسها!..
ما الذي يمكنها فعله لقضاء النصف ساعة هذه.
ليس هناك سوى الانتظار.
لقد أعدت كل شيء للحظة دخوله عليها.
الغداء وغرفة النوم ٠٠
ربما محقة صديقتي وكاتبتي المفضلة حينما أخبرتني أنه لا يعرف مني سوى هذين المكانين!..
عليك اللعنة من صديقة لا تنفك في إثارة مخاوفي وقلقي ومهارتها تلك في نسج أحزاني..ثم يأتيني صوتها عبر الأثير كما لو أنها تحدثني مباشرة خلف النافذة، خلف الحائط، خلف أوجاعي وأوهامي: هل حقًا أنكِ سعيدة معه؟.
لا بد من طردها ودفن صوتها الذي يدوي بداخلي..
لكن قبل طردها دون أن تهزمني هذه المرة.
سأرد على الهاتف.
أنه هو زوجي الحبيب٠٠
هذه المرة الثالثة التي تعتذر فيها خلال أسبوع .. لا تنسى أني حبيبتك قبل أن أكون زوجتك!
رأيت صديقتي حين استدرتُ نحو مرآتي ..
كأنها تقفُ أمامي في المرآة وهي تمد لي لسانها قائلةٍ حين شاهدتْ خيبتي وخذلاني: ألم أخبركِ أنكِ قارورة عطر لساعة من نهار؟!.
#فوز_حمزة
Commentaires
Enregistrer un commentaire